الخميس، 13 أبريل 2017

الوصايا العشر لصحافيى مصر





بعضنا حلم به لمجرد الحلم، والبعض الأخر سعى لتنفيذه ... يا ويلتااااه على تغريد العصفور بالحرية من وراء قضبان قفص حديدى، لا يعلم إن كان هذا هو مصيره الأبدى أم ستأتيه الأيام بثورة لتحرره من بين قضبان الجهل المحكمة الغلق بفعل الفقر واللامنطق أو مبدأ "كما فعل السابقون وإن لهم لتابعون".
يأتينا الشغف بكل وظيفة وجدت على أرض الخليقة جريح الأطراف، فقليل منا بل والنادر كوصف أدق، من يستطيع تضميد جراحه ليلتأم لمعاودة المسير فى الطريق الصحيح، أما الأخريين فهذا هو قدرهم، إنه الموت بفعل التقليدية المتبعة، وفى أثناء ذلك يطل علينا شعاع ضوء ثاقب من أعين أحد الشغوفين بحلم العمل فى السلك الصحفى أو كما يقال عنه مهنة البحث عن المتاعب ليروى لنا باكورة وصاياه للعمل فى هذا المجال وفق ما يتراءى له وبناء على خبرته ويختصرها لكم فى عشر وصايا كالتالى 

1_ شوق ولا تدوق:
هذه هى أول وصية بل وتعتبر عند أغلبهم مبدأ، فتجد من تتعامل مع كل من يقرب منها أو يحتك بها بأفكار التحرر والتشويق مثل القط الممسك بقطعة الجبن، كى يأت الفأر ليأكلها، وفجأة تصبح قطعة الجبن عبارة عن وهم، ويقع الفأر المسكين فى شرك المؤامرة وتأتيه المصيبة من حيث لا يعلم ولا يدرى والعكس صحيح مع الشباب وليس البنات فقط حتى لا يتهمنى أحد بالعنصرية، فعندما يأتى أحدهم لا يعرف ألف باء فى المجال ويبحث بعقله الماكر عن من يسنده من بنات الصفوة والسطوة فى المكان سواء كانت جريدة أو موقع إخبارى،  وبالطبع فى هذه المواقف تكون البداية إما عاطفية أو عاطفية فلا بديل عن ذلك، إن إتوخذ ذلك الطريق هدفاً.

2_ زر أخوك توصل لأبوك:
 أما عن هذا المبدأ الذى يعتبر ثانى وصية يوصى بها من يعمل فى السلك الصحفى، فمن يعمل كمبتدئ فى المجال، بطبيعة الحال يريد أن يسمو ويعلو ويعرف عند الجميع بأنه الصحفى الهمام الذى لا يدع مجالاً للشك من قوة ظهره، فظهره قوى لأنه قريب من "الأب" أقصد الإدارة العليا، فيلجأ أحدهم لإفتعال الأزمات عند الإدارة تجاه أشخاص أخريين منافسين له فى العمل بغية التقرب من الأب الأعلى وفى أغلب الأحوال يكون رئيس التحرير، فهى فعليا دولة ولكن على شكل مصغر.

3_ أربط الحمار مطرح ميقول صاحبه:
 نعم فجميعهم من الإدارة العليا إلا من رحم ربى، لا يصغون إلا لأنفسهم أو لأفكار من بايعوهم وصفقوا وهللوا لهم، فعلى سبيل المثال منهم من يرى أن عدد مشاهدات الموقع هو الفارق بغض النظر عن جودة ومهنية المحتوى، وهؤلاء أنصحهم وبشكل شخصى أن يتعلموا فنون ضرب الترافيك والنصب على محرك جوجل.

4_ صحفيين العداد والكيلو بكام:
منذ حوالى عاميين دخلت أحد الجرائد الورقية الجديدة لكى أتقدم للعمل لديها، وفاجئتنى القنبلة الأخطر من الذرية والأشد فتكاً منها، بسؤال رئيس تحرير الجريدة المزعوم، عندما جلست معه لأخبره المزيد عنى وعن خبرتى.
بتكتب كام خبر فى الشيفت؟ هذا هو السؤال الفتاك، وطبقا لما عرفته من قبل عن أداب المقابلة الوظيفية وحيلها ، تمالك أعصابى التى كادت أن تنهار، وأجبت عن السؤال بناء على الخبرة التى لدى بأننى أكتب بالكيف وليس بالكم، فضحك رئيس التحرير وإن على ضحكه لضاحكون.

  5_ فكرتك فكرتى طالما جيت فى حتتى:
 حدث ولا حرج فتلك هى سرقة الأفكار فتوابعها لا تنتهى كزلزال مدمر ينشط بين الحين والأخر، ويعقب ذلك التأثير السلبى المعروف لدى كل من سرقت منه فكرة فى يوم من الأيام، من بوادر إكتئاب مصحوبة بوابل من اللعنات والسخطات ولوم للنفس على الثقة المفرطة فى الأشخاص، وما أن يلتئم الجرح حتى يبدأ الضحية فى إبتكار إستراتيجية جديدة لتأمين أفكاره ولكن من ناحية أخرى يفقد الشخص الثقة فى كل من حوله، بالطبع له الحق فى ذلك، بعدما رأى أحد زملائه والذى كان يدعى صداقته يسرد لرئيس التحرير ،وعلى مرأى ومسمع من الجميع، الفكرة التى كانت فى الأساس تخصه وينسبها لنفسه.

6_ "الكاميرا" الصحفى اللى مراقب كل حاجة:
وهذا النوع يصلح أن يطلق عليه العميل المزدوج، لأنه يتابع الجميع من أجل الجميع، فهو يتابع زملائه ويتقرب إليهم جميعاً بغية الوصول لنقطة ضعف فرائسه، وذلك النوع يعدل من إستراتيجيته بشكل دائم لينتقى الأسلوب الأمثل له للإنقضاض على الفريسة، وتقديمها كوليمة سمينة لأصحاب اليد العليا فى العمل، لينال كسب رضاهم، ويضعونه فى قائمة الصفوة، كى يضمن بقائه على مقعد أعلى مما هو عليه، أو حتى على نفس مقعده عند هبوب العاصفة.

7_ أبو المفهومية والفهلوة:
 وكثيراً ما يطلق عليه البعض "أبوالعريف"، فهو بالنسبة للجميع يعتبر الهالة المضيئة إلا لنفسه، فهو يعرف حقيقة شخصيته الفارغة من الداخل سواء من الناحية المهنية أو حتى الشخصية والفكرية التى يتظاهر بها، وعكازه الوحيد فى ذلك هو أنه يوجد فى هذا المكان(العمل) منذ فترة كبيرة أو حتى منذ تأسيسه، ومن إسمه أبوالعريف فهو يدعى المعرفة فى كل شئ وعن كل شئ وفى أى إتجاه وأى مجال حتى لو لم يعرفه وفى هذه اللحظة يكون "الفتى هو الحل" للخروج من المأزق دون إحراج له من أحد، كى لا يسقط من نظرهم، ويذهب مريدوه ومقدسوه لغيره، وينسحب البساط من تحت قدميه.

8_ عشان الألمونيا أنا ممكن أقلب سونيا:
 ويعتبر هذا النوع من الصحفيين هو اللاشئ فى أى شئ والعكس أيضاً، فهو ليس لديه مبادئ أو حتى أنصاف مبادئ، يرسخ كل شئ لأجل المادة والتى يطلق عليها فى المجال الصحفى "الألمونيا"، فيوجَه كما يريد من يملك المادة سواء إدارة عليا فى العمل الصحفىى أو حتى من أشخاص يريدون الوجاهة والمظهرة نظراً لإعتبار عامة الشعب أن كل من يظهر فى الصحافة أو الإعلام من النخبة المتبعة والصفوة، فتارة يسب ويشجب، وتارة يناشد ويشكر.

9_ ألقطيلك عريس عشان متعنسيش:
 وهنا تظهر الفاجعة الكبرى لإنتساب من ليس لديهم شغف أو موهبة فى المجال الصحفى أو حتى من دارسيه، فهؤلاء من يعتنقون إستراتيجية البحث عن عريس خوفاً من السقوط فى براثن العنوسة، وياليت الرياح تأتى بما تشتهى السفن، فمهنة الصحافة لا تسمن ولا تغنى من جوع فهى فقط فى ظاهرها خليط من الوجاهة والبرستيج والمظهرة، أما الخفى فيها وما خفى كان أعظم أنها مهنة البحث عن المتاعب، وأنصح هؤلاء بشكل شخصى قائلا "المشرحة لا ينقصها قتلة أو حتى مقتولين"، إبتعدوا عن المجال أثابكم الله.

10_ أنا مش بتاع جواز أنا بتاع إشتغالات:
 وحتى لا يتهمنى البعض بالعنصرية لجنسى أحدثكم عن "أبولمعة" فهذا هو اللقب الأمثل له، وبرغم أساليبه الدنيئة فى الإيقاع بالبنات فى العمل إلا أنه يكون متفوق مهنياً، نعم فهو يستغل الواقع الأليم للنقص العاطفى لدى البنات، والموجود لأسباب كثيرة منها الحالة المادية الضيقة فلا يوجد زيجات بالحد المطلوب فى المجتمع بشكل عام والمجتمع الصحفى بشكل خاص، فيقعن متأثرات بفعل العاطفة الجياشة، أما مغزى تفوقه المهنى فيكمن فى سلب أفكار ضحاياه من البنات فى العمل بعد الإيقاع بهن.

تلك هى الخلاصة ...
ونصيحتى لك عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة ألا تسلكوا مثل هذه الطرق المليئة بالنتوءات الوعرة والمكر والخديعة والخيانة ،فهذه الطرق لا تفيد فى رفعة المجال الصحفى فى شئ، بل تزيد من إنحطاطه وسخط الجميع عليه، فلا تحكموا المصالح الشخصية على المصالح العامة لمجالكم الموقر، كى لا يستباح لكل من ليس منكم، فطريقكم المستقيم لا يوجد أقصر منه للوصول إلى الغاية، ولابد من إعتناق أفكار ومذاهب أخرى مخالفة لما سبق ذكره فى المقالة، فما كتب هو الواقع وما سيتغير هو أيضاً واقع ولكنه واقعكم كما حلمتوا به .